تُعد القرنية الجزء الشفاف الأمامي من العين والمسؤولة عن تركيز الضوء بدقة، وأي التهاب يصيبها يمكن أن يؤثر بشكل مباشر في جودة الرؤية.
ومن بين هذه الالتهابات، يبرز التهاب القرنية الفطري كأحد أخطر الأنواع؛ فهو قادر على غزو أنسجة القرنية والتسبب في تدهور بصري قد يصل إلى العمى إذا لم يُعالج بسرعة. ومع زيادة معدلات الإصابة به عالميًا، أصبح التعرف على طبيعته وأسبابه أمرًا مهمًا للحفاظ على صحة العين.
ماهو التهاب القرنية الفطري؟
التهاب القرنية الفطري هو التهاب يصيب قرنية العين نتيجة عدوى فطرية تتسبب فيها نوعان أساسيان من الفطريات، وهما الفطريات الخيطية المنتشرة في البيئة الخارجية، والفطريات الشبيهة بالخميرة مثل الكانديدا التي تعيش طبيعيًا على الجلد والأغشية المخاطية.
يُعد هذا الالتهاب عدوى خطيرة قد تؤدي إلى فقدان شديد في الرؤية، ويمكن أن يحدث في أي مكان في العالم مع ارتفاع ملحوظ في معدل انتشاره. كما قد يتطور على شكل قرحة فطرية بالقرنية، وهي عدوى تصيب الجزء الشفاف من العين وقد تتطور سريعًا بعد إصابة مباشرة أو عند استخدام العدسات اللاصقة، وقد تسبب ضعفًا دائمًا في البصر أو العمى حتى مع العلاج.
ما هي اسباب التهاب القرنية الفطري؟
يحدث التهاب القرنية الفطري عندما تدخل الفطريات إلى أنسجة القرنية وتبدأ في إحداث تلف تدريجي، وتتعدد الظروف التي تساعد على هذا النوع من العدوى، خاصة في البيئات الدافئة أو عند التعرض لعوامل تزيد من خطر الإصابة. وبالانتقال إلى التفاصيل:
أسباب التهاب القرنية الفطري
- وجود فطريات الفيوزاريوم في التربة والماء والنباتات، خصوصًا في المناطق الدافئة.
- دخول مادة نباتية في العين، مثل التعرض لضربة من غصن نخيل أو أي إصابة مشابهة.
- ضعف المناعة الذي يزيد من قابلية القرنية للعدوى عند التعرض للفطر.
- ارتداء العدسات اللاصقة، خاصة عند عدم العناية بها بالشكل الصحيح.
من الأكثر عرضة للإصابة؟
- الشباب الذين يعملون في الهواء الطلق.
- مستخدمو العدسات اللاصقة.
- الأشخاص الذين لديهم ضعف في المناعة.
- من يستخدمون الكورتيزون لفترات طويلة.
- من يتعرضون لإصابة مباشرة في العين، حيث ترتفع فرص إصابتهم بالفطريات الخيطية.
ما هي اعراض التهاب القرنية الفطري؟
تظهر أعراض التهاب القرنية الفطري بشكل مشابه لأي التهاب آخر في القرنية، لكنها قد تتطور تدريجيًا، مما يجعل التشخيص أحيانًا متأخرًا، خاصة بعد التعرض لإصابات بالنباتات أو أجسام غريبة.
هذه الأعراض تؤثر بشكل مباشر على راحة العين وجودة الرؤية، وتشمل مجموعة من العلامات الواضحة. ونستعرضها بالتفصيل فيما يلي:
- ضعف الرؤية أو عدم وضوحها.
- احمرار العين وتهيجها المستمر.
- الدموع المتكررة وكثرة إفراز السوائل من العين.
- حساسية الضوء أو رهاب الضوء.
- الألم المستمر أو الإحساس بعدم الراحة.
- الإحساس بجسم غريب داخل العين.
- افرازات العين والتي قد تكون صافية أو كثيفة.
كيف يتم تشخيص التهاب القرنية الفطري؟
تشخيص التهاب القرنية الفطري صعب في البداية لأنه يشبه أي التهاب قرنية آخر، وقد يصعب عزل الفطر المسبب في المختبر، مما يجعل العلاج أقل فاعلية. يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي للأعراض مثل ضعف الرؤية، الاحمرار، الدموع، حساسية الضوء، الألم أو الإحساس بجسم غريب، أو تاريخ إصابة بالعين أو استخدام الكورتيزون، بالإضافة للفحص السريري لتقييم القرحة، الإفرازات، الآفات الساتلية ووجود هيبويون.
قد يظهر تحت المصباح الشِقّي كجرح صغير ثم يتطور إلى حدود ضبابية وآفات ساتلية وارتشاح، خاصة بعد إصابات بالنباتات. وللتأكيد، قد يُؤخذ كشط من القرنية للفحص المجهري والزراعة على وسط Sabouraud، أو استخدام صبغات خاصة مثل PAS وKOH، وأحيانًا PCR، مع التمييز عن حالات مشابهة مثل الالتهاب البكتيري، الأكانثاميبا، الهربس أو وجود جسم غريب.
ما هو علاج التهاب القرنية الفطري؟
يعتمد العلاج على استخدام مضادات الفطريات الفعّالة وغير المهيجة للعين، وقد يستغرق الشفاء أسابيع إلى أشهر بسبب النمو البطيء للفطريات، وفي بعض الحالات قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا إذا لم تستجب العدوى. وهو ما سنوضحه فيما يلي:
العلاج الدوائي:
- قطرات مضادة للفطريات (الأساس)، مثل ناتاميسين 5%، أمفوتيريسين B 0.15%، وفوريكونازول موضعيًا أو فمويًا، والبوساكونازول للحالات المقاومة.
- أدوية إضافية: ميكونازول، كلوتريمازول، كيتوكونازول، فلوكونازول.
- مضاد حيوي للوقاية من العدوى البكتيرية المصاحبة.
العلاج الجراحي والمتابعة:
- إزالة الأنسجة التالفة (Debridement)، حقن داخل القرنية، ترقيع أو زراعة قرنية عند الحاجة.
- متابعة دقيقة للعين وضغطها، مع استمرار القطرات بعد الجراحة.
- فترة الشفاء قد تستغرق أسابيع أو أشهر.
المضاعفات والتوقعات:
- ندبات وثقوب القرنية، اضطرابات الجزء الأمامي، التهاب باطن العين، الجلوكوما، وفقدان العين نادرًا.
- فقدان شديد للبصر في 26–63%، استئصال العين 15–20%، وزراعة القرنية 31–38% من الحالات.
كيف يمكن الوقاية من التهاب القرنية الفطري؟
يمكن تقليل خطر الإصابة بالتهاب القرنية الفطري باتباع بعض الإجراءات الوقائية المهمة، خاصة لمستخدمي العدسات اللاصقة:
إجراءات الوقاية:
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون وتجفيفها قبل التعامل مع العدسات.
- اتباع طرق التخزين والتنظيف الآمنة للعدسات.
- ارتداء العدسات وفق الجدول الزمني الذي يحدده أخصائي العناية بالبصر أو الشركة المصنعة.
- الالتزام بالإرشادات الخاصة بتنظيف وحفظ العدسات المقدمة من الشركات أو أخصائي العناية بالعين.
- الانتباه لأي علامات غير طبيعية مثل الاحمرار، الألم، التمزق، الإفرازات أو حساسية الضوء، واستشارة طبيب العيون فورًا عند ظهور هذه الأعراض.
من هو أفضل طبيب لعلاج التهاب القرنية الفطري؟
لعلاج التهاب القرنية الفطري بفعالية وأمان، من الضروري التوجه إلى طبيب عيون متخصص لديه خبرة واسعة في تشخيص وعلاج أمراض القرنية والفطريات المسببة للعدوى. يُعتبر أطباء مركز الحكماء من أبرز المتخصصين في هذا المجال، حيث يمتلكون خبرة عالية في استخدام أحدث تقنيات التشخيص والفحوص المخبرية، بالإضافة إلى متابعة دقيقة للمرضى أثناء العلاج الدوائي والجراحي.
يحرص فريق المركز على تقديم خطة علاج شخصية لكل مريض، مع الالتزام بالمعايير العالمية للسلامة وجودة الرعاية، مما يجعلهم خيارًا موثوقًا للمرضى الذين يسعون لاستعادة صحة العين والحفاظ على البصر.
ختامًا:
التهاب القرنية الفطري من الحالات الخطيرة التي قد تؤثر بشكل كبير على الرؤية إذا لم يُعالج بسرعة وبدقة. ومع الوعي بالأسباب والأعراض واتباع إجراءات الوقاية، يمكن تقليل خطر الإصابة بشكل كبير، خاصة لدى مستخدمي العدسات اللاصقة أو المعرضين لإصابات العين.
التشخيص المبكر والعلاج الفعال تحت إشراف طبيب متخصص يلعب دورًا أساسيًا في حماية البصر واستعادة صحة العين. لذلك، من الضروري مراقبة أي أعراض غير طبيعية والتوجه فورًا للطبيب لضمان أفضل نتائج ممكنة.
الأسئلة الشائعة حول التهاب القرنية الفطري
ما هو التهاب القرنية الفطري؟
عدوى تصيب قرنية العين بسبب الفطريات، قد تؤدي إلى ضعف الرؤية أو العمى إذا لم يُعالج.
ما هي أبرز أنواع الفطريات المسببة للمرض؟
الفيوزاريوم، الأسبرجلس، والكانديدا.
ما الذي يزيد خطر الإصابة بالتهاب القرنية الفطري؟
ارتداء العدسات اللاصقة، إصابة العين، ضعف المناعة، استخدام الكورتيزون لفترات طويلة، والعمل في الهواء الطلق.
هل يمكن انتقال التهاب القرنية الفطري من شخص لآخر؟
لا، العدوى لا تنتقل بين الأشخاص.
ما هي الأعراض الأكثر شيوعًا للمرض؟
ألم العين، احمرار، ضعف الرؤية، دموع، حساسية للضوء، إفرازات.
هل الأعراض تظهر بسرعة أم ببطء؟
قد تكون العدوى بطيئة في البداية، مما يؤخر التشخيص أحيانًا.
كيف يتم تشخيص التهاب القرنية الفطري؟
من خلال التاريخ المرضي، الفحص السريري، المصباح الشِقّي، وأحيانًا كشط القرنية وتحاليل مخبرية.
ما هو التشخيص التفريقي؟
التمييز بين الالتهاب الفطري وأنواع الالتهابات البكتيرية، الأكانثاميبا، الهربس، أو وجود جسم غريب.
ما هو العلاج الأولي للمرض؟
قطرات مضادة للفطريات موضعية.
هل توجد أدوية فموية لعلاج التهاب القرنية الفطري؟
نعم، تستخدم في الحالات المقاومة للعلاج الموضعي.
هل يمكن أن يكون العلاج جراحيًا؟
نعم، في الحالات الشديدة أو غير المستجيبة للعلاج الدوائي.
كم تستغرق فترة الشفاء عادة؟
قد تستمر من أسابيع إلى عدة أشهر.
هل توجد مضاعفات للمرض؟
قد تشمل ندبات القرنية، ثقب القرنية، اضطرابات الجزء الأمامي من العين، فقدان البصر أحيانًا.
كيف يمكن الوقاية من التهاب القرنية الفطري؟
غسل اليدين قبل التعامل مع العدسات، تنظيفها وتخزينها بطريقة آمنة، واتباع تعليمات ارتدائها بشكل صحيح.
هل العدسات اللاصقة تزيد خطر الإصابة؟
نعم، خاصة عند عدم الالتزام بالنظافة وإرشادات الاستخدام.
هل يمكن أن يصيب الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة بسهولة؟
نعم، فهم أكثر عرضة للإصابة عند التعرض للفطر.
هل يؤثر التهاب القرنية الفطري على كلا العينين؟
عادة يصيب عين واحدة فقط.
ما هو أفضل وقت لمراجعة الطبيب؟
عند ظهور أي احمرار غير معتاد، ألم، إفرازات، ضعف الرؤية، أو حساسية للضوء.
هل العلاج المبكر مهم؟
نعم، التشخيص المبكر يزيد من فرص الشفاء ويقلل المضاعفات.
هل يمكن استعادة الرؤية بالكامل بعد العلاج؟
في بعض الحالات يمكن، لكن قد تترك العدوى ندبات تؤثر على الرؤية بشكل دائم.


