واتساب

دليلك الشامل للتعامل مع جلطة العين والوقاية منها

جلطة العين

جدول المحتويات

البصر هو أغلى ما يملكه الإنسان، وأي خلل يصيب العين يترك أثرًا كبيرًا على جودة الحياة. ومن أخطر هذه المشكلات ما يُعرف بـ جلطة العين، وهي حالة طبية طارئة قد تحدث بشكل مفاجئ نتيجة انسداد الأوعية الدموية المغذية للشبكية.

ما يجعلها خطيرة أن أعراضها تظهر فجأة وقد تؤدي إلى فقدان الرؤية في لحظات قليلة، مما يستدعي التدخل الطبي العاجل لتفادي المضاعفات الدائمة.

ما هي جلطة العين؟

جلطة العين أو ما يُعرف بالإنجليزية بـ Eye Stroke هي حالة تحدث نتيجة انسداد في الأوعية الدموية المسؤولة عن تغذية شبكية العين أو العصب البصري. هذا الانسداد يؤدي إلى توقف أو ضعف تدفق الدم، وبالتالي يقل وصول الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الأنسجة الحيوية داخل العين.

ومع توقف الشبكية عن أداء وظيفتها بشكل طبيعي، يبدأ الضرر بالظهور سريعًا في صورة تورم أو ضعف في الرؤية قد يتطور إلى فقدان دائم للبصر إذا لم يتم التدخل الطبي بشكل عاجل. وتُعتبر هذه الحالة من الطوارئ الطبية التي تتطلب رعاية فورية للحد من تلف الأنسجة والحفاظ على النظر قدر الإمكان.

أنواع جلطة العين

تنقسم جلطة العين إلى عدة أشكال تبعًا لنوع الوعاء الدموي الذي يتعرض للانسداد داخل الشبكية، وتشمل:

  • انسداد الشريان المركزي للشبكية (CRAO)
  • انسداد الشريان الفرعي للشبكية (BRAO)
  • انسداد الوريد المركزي للشبكية (CRVO)
  • انسداد الوريد الفرعي للشبكية (BRVO)

ما هي اسباب الجلطة في العين؟

تعتمد العين في وظيفتها على تدفق الدم المحمّل بالأكسجين نحو الشبكية والعصب البصري، وأي انسداد في هذه الأوعية قد يسبب خللًا خطيرًا في الرؤية. وتتعدد الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى جلطة العين، من أبرزها:

  • تصلب الشرايين: تراكم الترسبات الدهنية على جدران الشرايين يعيق مرور الدم بشكل طبيعي.
  • ارتفاع ضغط الدم: يضعف جدران الأوعية الدموية وقد يؤدي إلى انسدادها.
  • داء السكري: يؤثر بشكل مباشر على الأوعية الدموية الدقيقة في العين ويزيد خطر تكوّن الجلطات.
  • اضطرابات الدم: مثل فرط التجلط أو قلة الصفائح الدموية.
  • ارتفاع الكوليسترول: يؤدي إلى ترسيب الدهون داخل الشرايين.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: كاضطرابات تخثر الدم أو ضعف تدفق الدم للعصب البصري والشبكية.
  • العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي يزيد احتمالية الإصابة.
  • التقدم في العمر والتدخين: من العوامل التي ترفع خطر التعرض للجلطات.
  • أسباب أخرى نادرة: مثل تأثير بعض الأدوية، مضاعفات بعض الأمراض المزمنة، أو الالتهابات داخل العين.

ما هي أعراض جلطة العين؟

قد تظهر أعراض جلطة العين بشكل مفاجئ أو تدريجي خلال ساعات أو أيام، وغالبًا ما تصيب عينًا واحدة. من أبرز هذه الأعراض:

  • فقدان الرؤية بشكل كلي أو جزئي، وقد يحدث بشكل مفاجئ أو يتطور تدريجيًا.
  • ضبابية وتشوش في الرؤية تزداد مع الوقت.
  • ظهور بقع داكنة أو أجسام طافية (ذبابة العين) داخل مجال النظر.
  • صعوبة في تمييز الألوان أو ملاحظة تغير في وضوحها.
  • حساسية مفرطة تجاه الضوء.
  • الشعور بضغط داخل العين، وأحيانًا ألم أو احمرار وتورم.

وتُعد هذه الأعراض إنذارًا خطيرًا يستدعي مراجعة الطبيب فورًا، لأن التأخر في التشخيص والعلاج قد يؤدي إلى فقدان دائم للبصر.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بجلطة العين؟

توجد فئات من الأشخاص ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بجلطة العين أكثر من غيرهم، وذلك بسبب مشكلات صحية أو عوامل مرتبطة بنمط الحياة. وتشمل هذه الفئات:

  • مرضى تصلب الشرايين أو ارتفاع ضغط الدم.
  • المصابون بارتفاع الكوليسترول أو زيادة الوزن.
  • مرضى السكري وأمراض القلب مثل الذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية والسكتة الدماغية السابقة.
  • الأشخاص المصابون بـ الزرق (الجلوكوما) الذي يؤثر على العصب البصري.
  • من يعانون من مشكلات تجلط الدم أو اضطرابات في صمامات القلب والشريان السباتي.
  • المدخنون، ومن تجاوزوا سن الستين، خصوصًا الرجال.

هذه العوامل تجعل العين أكثر عرضة لانسداد الأوعية الدموية، ما يستدعي متابعة طبية منتظمة لتقليل احتمالية الإصابة وحماية البصر.

كيف يتم تشخيص جلطات العين؟

يعتمد تشخيص جلطة العين على جمع التاريخ الطبي للمريض وفحص العين بدقة، ثم الاستعانة بعدد من الاختبارات التي تساعد على تقييم حالة الشبكية والأوعية الدموية داخلها. من أهم هذه الفحوصات:

  • فحص النظر ومجال الرؤية: للتأكد من درجة الإبصار والتأثيرات التي طرأت عليه.
  • فحص قاع العين: بعد توسيع الحدقة باستخدام القطرات لرؤية الشبكية بوضوح.
  • التصوير المقطعي للتماسك البصري (OCT): يكشف عن أي تورم أو تغيرات في الشبكية.
  • تصوير الأوعية بالفلوريسين: يتم من خلال حقن صبغة في الذراع لمتابعة تدفق الدم داخل أوعية الشبكية.
  • فحص المصباح الشقي: باستخدام المجهر والقطرات لتقييم الأجزاء الداخلية للعين.
  • قياس ضغط العين (توتر العين): للتأكد من عدم وجود ارتفاع غير طبيعي.

وفي بعض الحالات، قد يطلب الطبيب فحوصات إضافية مرتبطة بالصحة العامة مثل قياس ضغط الدم، مستويات السكر، وفحوصات الدم، وذلك لتحديد العوامل المسببة وتقليل فرص تكرار المشكلة.

ما هو علاج جلطة العين؟

جلطة العين حالة طبية طارئة تحتاج تدخل سريع حتى لا تسبب فقدان البصر. ويختلف العلاج حسب نوع الجلطة ومدى شدتها، ومن أهم الطرق المستخدمة:

  • تدليك العين: لتحريك الجلطة وتحسين تدفق الدم.
  • استنشاق الأكسجين مع ثاني أكسيد الكربون: يساعد على توسيع الأوعية وزيادة تدفق الدم للشبكية.
  • سحب جزء من سائل العين (البزل): لتقليل الضغط داخل العين وتحسين وصول الدم.
  • الأدوية: مثل مذيبات الجلطات، أدوية خفض ضغط العين، أو الحقن لتقليل التورم.
  • العلاج بالليزر: لإيقاف تسرب الأوعية الدموية التالفة.
  • الحقن داخل العين: لخفض التورم والحفاظ على النظر.

مدة العلاج قد تختلف من شخص لآخر، لكنها غالبًا تستمر من أسابيع إلى أشهر. ويبقى التشخيص المبكر والتدخل السريع هما المفتاح الأساسي للحفاظ على البصر.

ما أبرز مضاعفات جلطة بالعين؟

رغم أن بعض الحالات يمكن أن تتعافى من جلطة العين، إلا أن التأخر في تلقي العلاج قد يترك آثارًا خطيرة تؤثر بشكل مباشر على النظر. ومن أبرز هذه المضاعفات:

  • فقدان البصر الجزئي أو الكلي: نتيجة توقف تدفق الدم إلى الشبكية لفترة طويلة.
  • الوذمة البقعية: وهي تورم في مركز الشبكية بسبب تجمع السوائل، مما يؤدي إلى تشوش شديد في الرؤية.
  • نمو أوعية دموية غير طبيعية: قد تتكون أوعية جديدة ضعيفة وسريعة التسرب داخل الشبكية، مسببة العوامات ومضاعفات إضافية.
  • ارتفاع ضغط العين (الزرق): يحدث بسبب انسداد تصريف السوائل داخل العين، ما يسبب ألمًا وفقدانًا تدريجيًا للبصر.
  • انفصال الشبكية: من المضاعفات النادرة لكن الخطيرة، وقد تؤدي إلى فقدان دائم في الرؤية.

إن الكشف المبكر والتدخل العلاجي السريع يقللان بشكل كبير من فرص حدوث هذه المضاعفات ويحافظان على سلامة العين.

كيف يمكن الوقاية من جلطة العين؟

الوقاية من جلطة العين تبدأ بالعناية بصحة القلب والأوعية الدموية، وذلك عبر المتابعة الطبية المنتظمة للكشف المبكر عن أي مشكلات في ضغط الدم أو الكوليسترول أو مستوى السكر. كما أن تبني نمط حياة صحي يعد عاملًا أساسيًا في تقليل خطر الإصابة، ومن أهم الخطوات:

  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم للحفاظ على نشاط الدورة الدموية.
  • اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة مع تقليل الدهون الضارة.
  • التحكم الجيد في مستوى السكر لدى مرضى السكري.
  • الإقلاع عن التدخين للحفاظ على صحة الأوعية الدموية وتقليل فرص التجلط.

الالتزام بهذه العادات لا يحمي العين فقط، بل يعزز الصحة العامة ويقلل من مخاطر العديد من الأمراض المزمنة.

من هو أفضل دكتور لعلاج جلطة العين؟

عند البحث عن أفضل دكتور لعلاج جلطة العين، فإن اختيار الطبيب المتخصص والمتمرس يعد الخطوة الأهم للحفاظ على البصر وتجنب المضاعفات. في مركز الحكماء تجد نخبة من أطباء العيون أصحاب الخبرة الطويلة والكفاءة العالية في تشخيص وعلاج أمراض الشبكية وجلطات العين باستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات الطبية.

بفضل هذا الفريق الطبي المتميز، يضمن المركز لمرضاه رحلة علاجية آمنة ونتائج موثوقة تعيد إليهم الاطمئنان على صحة عيونهم.

د. سعد بن عبد الله الدهمش

استشاري طب وجراحة العيون أمراض الشبكية

د. عصام بن مهـدي الحارثي

استشاري طب وجراحة العيون أمراض الشبكية

د. عبدالرحمن بن عبدالله الزيد

استشاري طب وجراحة العيون أمراض الشبكية

ختامًا:

جلطة العين من الحالات الطبية التي لا تحتمل التأجيل، فهي قد تؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم التدخل السريع. لذلك يبقى الوعي بالأعراض، ومعرفة عوامل الخطورة، والالتزام بالفحوصات الدورية أهم وسائل الوقاية. وإذا ظهرت أي علامات مقلقة على النظر، فإن استشارة طبيب عيون متخصص هي الخطوة الأولى والأكثر أمانًا للحفاظ على صحة العين وجودة الرؤية.

الأسئلة الشائعة حول جلطة العين

ما هي جلطة العين؟
هي انسداد في الأوعية الدموية داخل شبكية العين يؤدي لضعف أو فقدان البصر.

هل جلطات العين تسبب العمى؟
نعم، إذا لم يتم علاجها بسرعة قد تؤدي إلى فقدان دائم للرؤية.

ما هي أعراض جلطة العين؟
تشمل فقدان مفاجئ أو تدريجي للبصر، رؤية ضبابية، أو ظهور بقع داكنة في مجال النظر.

هل جلطات العين مؤلمة؟
غالبًا لا يصاحبها ألم، لكن قد يشعر بعض المرضى بضغط أو ثقل في العين.

من الأكثر عرضة للإصابة بجلطة العين؟
مرضى السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، وكبار السن.

هل التدخين يزيد من خطر جلطات العين؟
نعم، التدخين يضعف الأوعية الدموية ويرفع احتمالية الإصابة.

كيف يتم تشخيص جلطة العين؟
عن طريق فحص قاع العين، التصوير المقطعي (OCT)، وتصوير الأوعية بالصبغة.

هل يمكن علاج جلطات العين بالأدوية؟
بعض الأدوية تساعد في إذابة الجلطات وتقليل التورم داخل العين.

هل الليزر يفيد في علاج جلطة العين؟
نعم، يُستخدم الليزر لمنع تسرب السوائل وتقليل التورم.

هل الحقن داخل العين فعّالة؟
نعم، حيث تساعد على تقليل التورم وتحسين الرؤية.

كم تستغرق مدة علاج جلطة العين؟
قد تمتد من أسابيع إلى عدة أشهر حسب نوع الجلطة واستجابة المريض.

هل يمكن أن تعود جلطات العين مرة أخرى؟
نعم، إذا لم يتم التحكم في عوامل الخطر مثل ضغط الدم والسكري.

ما هي مضاعفات جلطة العين؟
منها فقدان البصر، الوذمة البقعية، الزرق، أو نمو أوعية غير طبيعية.

هل التمارين الرياضية تقلل من خطر الإصابة؟
نعم، فهي تحسن صحة القلب والدورة الدموية.

هل جلطة العين مرتبطة بأمراض القلب؟
غالبًا، فهي تحدث نتيجة مشاكل بالأوعية مثل تصلب الشرايين أو اضطرابات التجلط.

هل يمكن اكتشاف جلطة العين مبكرًا؟
يمكن ملاحظتها عند ظهور أعراض مفاجئة في النظر، ويؤكدها الطبيب بالفحوصات.

ما الفرق بين جلطة الشريان وجلطة الوريد في العين؟
جلطة الشريان تسبب فقدان سريع وحاد للرؤية، أما جلطة الوريد فتؤدي لتدهور تدريجي.

هل جلطة العين تصيب عينًا واحدة أم الاثنتين؟
عادة تصيب عينًا واحدة، ونادرًا ما تؤثر على العينين معًا.

كيف يمكن الوقاية من جلطة العين؟
بالتحكم في ضغط الدم والسكري، التوقف عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي.

من هو أفضل دكتور لعلاج جلطة العين؟
أطباء مركز الحكماء من أفضل المتخصصين بفضل خبرتهم واستخدامهم أحدث التقنيات العلاجية.

الوسوم
المقالات على مدونة مركز الحكماء هدفها نشر الوعي والتثقيف الصحي فقط، ولا يُقصد بها أن تكون مرجعًا طبيًا أو وسيلة للتشخيص أو العلاج. في حال وجود أي أعراض أو استفسارات تخص حالتك الصحية، يجب مراجعة طبيب مختص للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

احدث المقالات

مقالات ذات صلة...

التهاب الصلبة

التهاب الصلبة (بياض العين): دليل شامل لفهم المرض وعلاجه

حين تنظر في عيونك، قد تظن أن اللون الأبيض المحيط بالبؤبؤ مجرد خلفية صامتة، لكنه

فقدان البصر المفاجئ

فقدان البصر المفاجئ: دليل شامل للتشخيص والعلاج السريع

يعد فقدان البصر المفاجئ من أكثر الأعراض التي تثير القلق وتستدعي التدخل الطبي الفوري، إذ

قاعدة 20 20 20

قاعدة 20 20 20: ما هي وكيفية تطبيقها لتخفيف إجهاد العين؟

في زمن أصبحت فيه الشاشات جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل يومنا، باتت أعيننا تعمل بلا