واتساب

فقدان البصر المفاجئ: دليل شامل للتشخيص والعلاج السريع

فقدان البصر المفاجئ

جدول المحتويات

يعد فقدان البصر المفاجئ من أكثر الأعراض التي تثير القلق وتستدعي التدخل الطبي الفوري، إذ يفقد الإنسان قدرته على الرؤية بشكل سريع وغير متوقع. يمكن أن يحدث هذا الفقد خلال لحظات أو على مدار أيام قليلة، في عين واحدة أو في كلتا العينين، مما يجعل من الضروري التعامل معه كحالة طارئة تستوجب التوجه إلى المستشفى فورًا.

فالرؤية إحدى أهم الحواس التي يعتمد عليها الإنسان في حياته اليومية، وأي خلل مفاجئ فيها قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة تحتاج إلى تشخيص عاجل وعلاج سريع.

ما هو فقدان البصر المفاجئ؟

فقدان البصر المفاجئ هو حالة يفقد فيها الشخص قدرته على الرؤية بشكل كامل أو جزئي خلال فترة قصيرة، قد تمتد من ثوانٍ إلى بضعة أيام. يختلف هذا الفقد عن تشوش الرؤية الذي يعني ضعف وضوح الصورة دون انعدامها. قد يُصيب فقدان البصر المفاجئ إحدى العينين أو كلتيهما، كما يمكن أن يؤثر على مجال الرؤية بالكامل أو جزء منه فقط، كفقدان الرؤية المركزية مثلًا.

وفي بعض الحالات، قد يترافق فقد البصر مع ألم في العين تبعًا للسبب الكامن وراء الحالة. يُعد هذا النوع من الفقدان من الحالات الطبية الطارئة، نظرًا لاحتمال ارتباطه بأسباب خطيرة مثل مشكلات في الشبكية أو الأعصاب البصرية أو حتى اضطرابات في تدفق الدم إلى العين. لذا، فإن التعامل السريع مع الحالة يُعدّ عاملًا أساسيًا في الحفاظ على سلامة البصر ومنع المضاعفات الدائمة.

ما هي اسباب فقدان البصر المفاجئ؟

تتعدد أسباب فقدان البصر المفاجئ، وتختلف شدتها من شخص لآخر. فبعضها شائع الحدوث، وبعضها أقل شيوعًا لكنه لا يقل خطورة، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

الأسباب الشائعة:

  • انسداد الأوعية الدموية في العين: يحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى الشبكية، مما يؤدي إلى فقدان مفاجئ للرؤية في العين المصابة.
  • إصابة العين: يمكن أن تؤدي الصدمات المباشرة إلى نزيف داخلي أو تلف في أنسجة العين الحساسة، مسببة فقدانًا سريعًا للبصر.
  • انفصال الشبكية: تنفصل الشبكية، وهي الطبقة المسؤولة عن استقبال الضوء عن موضعها الطبيعي في مؤخرة العين. وتُعد هذه الحالة طارئة وتتطلب تدخلًا فوريًا.
  • الزَّرَق الحاد (الجلوكوما): يحدث بسبب ارتفاع مفاجئ في ضغط العين، مما يضغط على العصب البصري وقد يؤدي إلى فقدان مفاجئ وحاد للرؤية إذا لم يُعالج بسرعة.
  • النزيف داخل العين: يُعد من المضاعفات الشائعة لدى مرضى السكري، نتيجة تلف الأوعية الدموية الدقيقة داخل العين، مما يسبب تعتيمًا مفاجئًا أو فقدانًا جزئيًا للبصر.

الأسباب الأقل شيوعًا:

  • السكتة الدماغية أو النوبة الإقفارية العابرة (TIA): قد يؤدي انقطاع تدفق الدم إلى العصب البصري أو مراكز الرؤية في الدماغ إلى فقدان مفاجئ ومؤقت أو دائم للرؤية.
  • التهاب العصب البصري: يحدث بسبب التهاب في العصب المسؤول عن نقل الإشارات من العين إلى الدماغ، وقد يسبب فقدانًا جزئيًا أو كليًا للبصر، غالبًا في عين واحدة.
  • التهاب الشريان الصدغي (التهاب الشريان ذو الخلايا العملاقة): يعيق تدفق الدم إلى أنسجة العين، ما قد يؤدي إلى فقدان الرؤية المفاجئ، خاصة لدى كبار السن.
  • الالتهابات والعدوى داخل العين: مثل التهاب القزحية أو التهاب باطن المقلة، وقد تسبب ألمًا وفقدانًا مفاجئًا في وضوح الرؤية.
  • الكمنة العابرة (فقدان البصر المؤقت): وهي فقدان مؤقت ومفاجئ للرؤية يستمر لثوانٍ أو دقائق، ويحدث عادة بسبب ضعف مؤقت في تدفق الدم إلى شبكية العين.

الأعراض المصاحبة لفقد البصر المفاجئ؟

قد لا يقتصر فقدان البصر المفاجئ على ضعف الرؤية فقط، إذ يمكن أن تصاحبه مجموعة من الأعراض الأخرى تختلف باختلاف السبب الكامن وراء الحالة. ومن أبرز أعراض فقدان البصر ما يلي:

  • تشوش الرؤية: يشعر المريض بعدم وضوح أو ضبابية الرؤية إلى جانب الفقدان المفاجئ للبصر، ويُلاحظ ذلك بشكل خاص في حالات مثل انسداد الوريد الشبكي أو الضمور البقعي.
  • رؤية ومضات أو أجسام طافية: قد يرى المريض ومضات ضوئية أو نقاطًا عائمة أمام العين، وهي أعراض شائعة في حالات انفصال الشبكية أو اضطراباتها.
  • ألم العين: يظهر الألم في بعض الحالات مثل الجلوكوما الحادة، التهاب العصب البصري، أو بعد التعرض لإصابة في العين.
  • الصداع: يمكن أن يصاحب فقدان البصر المفاجئ صداع قوي، خاصةً إذا كان مرتبطًا بالسكتة الدماغية أو مشكلات في الأعصاب أو الأوعية الدموية.
  • احمرار أو تورم العين: قد يشير ذلك إلى وجود التهاب أو عدوى أو إصابة داخل العين تسهم في فقدان الرؤية.
  • فقدان الرؤية الجانبية: في بعض الحالات، يلاحظ المريض ضعفًا مفاجئًا في الرؤية الطرفية نتيجة أمراض مثل الجلوكوما أو السكتة الدماغية.

كيف يتم تشخيص فقدان الرؤية المفاجئ؟

يبدأ تشخيص فقدان البصر المفاجئ بجمع معلومات دقيقة عن الحالة، ثم إجراء عدد من الفحوصات لتحديد السبب، ومن أهمها ما يلي:

  • أخذ التاريخ الطبي: يسأل الطبيب المريض عن بداية فقدان الرؤية وطبيعتها، وهل كانت مفاجئة أم تدريجية، وما إذا كان هناك ألم في العين، أو إصابة سابقة، أو انزعاج من الضوء، أو رؤية لأجسام طافية. كما يستفسر عن الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم أو أي تاريخ سابق للسكتة الدماغية.
  • الفحوصات الطبية: قد تشمل فحص العين الكامل لتقييم حدة البصر وحركتها، وتنظير قاع العين للكشف عن أي نزيف أو انفصال في الشبكية، واختبار المجال البصري لتحديد مناطق ضعف الرؤية. كما قد يُطلب إجراء تحاليل دم لقياس مؤشرات الالتهاب وعدد الصفائح الدموية، أو فحوصات تصويرية مثل الرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة فوق الصوتية لتقييم العصب البصري والدماغ.

يساعد الجمع بين التاريخ الطبي والفحوصات المختلفة في تحديد السبب بدقة، مما يُمكّن الطبيب من بدء العلاج بسرعة وحماية البصر من أي ضرر دائم.

متى تحتاج إلى زيارة الطبيب؟

يُعد فقدان البصر المفاجئ حالة طبية طارئة تستدعي التدخل الفوري، لأن التأخر في العلاج قد يسبب ضررًا دائمًا للرؤية. يجب التوجه إلى الطبيب أو قسم الطوارئ فورًا إذا كان فقدان البصر شديدًا ومفاجئًا في عين واحدة أو كلتيهما، أو إذا صاحبه ضعف أو خدر أو صعوبة في الكلام أو صداع مفاجئ.

كما يجب طلب المساعدة الطبية عند الشعور بألم أو تورم في العين بعد إصابة، أو في حال ظهور ومضات ضوء أو بقع طافية أمام العين، أو إذا استمر فقدان الرؤية أو ازداد سوءًا بمرور الوقت.

ما هو علاج فقدان البصر المفاجئ؟

يعتمد علاج فقدان البصر المفاجئ على السبب الكامن وراءه، وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:

  • الأدوية: تُستخدم على شكل قطرات، أقراص، أو حقن لعلاج الالتهاب أو العدوى والسيطرة على الأعراض.
  • الستيرويدات: تساعد في تقليل الالتهاب وتسريع التعافي في حالات مثل التهاب العصب البصري.
  • العلاج الجراحي أو بالليزر: يُستخدم في الحالات الطارئة مثل انفصال الشبكية أو ارتفاع ضغط العين الحاد للحفاظ على الرؤية ومنع المضاعفات.
  • التحكم في الأمراض المزمنة: مثل ضبط سكر الدم وضغط الدم للمساعدة في الحد من تدهور الرؤية في حالات اعتلال الشبكية أو الجلوكوما.
  • العناية المستمرة ونمط الحياة الصحي: يشمل ذلك فحوصات العين المنتظمة، واتباع نظام غذائي متوازن، وحماية العين من الإصابات أو الإجهاد.

كلما تم التشخيص والعلاج في وقت مبكر، زادت فرص استعادة البصر ومنع فقدانه بشكل دائم.

ما هي مضاعفات فقدان الرؤية المفاجئ؟

إذا لم يُعالج فقدان البصر المفاجئ بسرعة، فقد يؤدي إلى عدد من المضاعفات الخطيرة، من أبرزها:

  • فقدان البصر الدائم: التأخر في علاج حالات مثل انفصال الشبكية أو الجلوكوما أو السكتة الدماغية قد يؤدي إلى تلف لا يمكن عكسه في العصب البصري أو أنسجة العين.
  • مشكلات مزمنة في العين: يمكن أن ينتج عن إهمال العلاج ضعف دائم في الرؤية أو عمى جزئي بسبب تضرر الشبكية أو استمرار الالتهاب.
  • ضرر عصبي: في الحالات المرتبطة بالسكتات الدماغية أو الاضطرابات العصبية، قد يتسبب التأخر في التدخل الطبي في تلف دائم بالدماغ يؤثر على الإبصار ووظائف عصبية أخرى.

يُساعد الكشف والعلاج المبكر على الوقاية من هذه المضاعفات والحفاظ على سلامة النظر.

كيف يمكن الوقاية من فقدان البصر؟

يمكن الوقاية من فقدان البصر المفاجئ من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة التي تحافظ على صحة العين وتقلل من خطر الإصابة بالمشكلات المفاجئة. من أهم هذه الإجراءات ارتداء أدوات الوقاية أثناء العمل أو ممارسة الأنشطة التي قد تُعرض العين للإصابة، والحفاظ على نظافة اليدين وتجنب لمس العينين قدر الإمكان للوقاية من العدوى.

كما يُنصح بالالتزام بتعليمات الطبيب عند استخدام العدسات اللاصقة من حيث التنظيف والتعقيم، والحرص على التحكم في الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، لما لها من تأثير مباشر على صحة العينين. تساعد هذه الممارسات اليومية البسيطة في تقليل فرص فقدان البصر المفاجئ والحفاظ على الرؤية على المدى الطويل.

من هو أفضل دكتور لعلاج فقدان البصر المفاجئ؟

يُعد أطباء مركز الحكماء من أفضل المتخصصين في تشخيص وعلاج فقدان البصر المفاجئ وأمراض العيون المختلفة، بفضل خبرتهم الواسعة واعتمادهم على أحدث التقنيات الطبية.

يضم المركز نخبة من استشاريي العيون القادرين على التعامل مع الحالات الطارئة بدقة وسرعة، مما يساعد في حماية البصر ومنع المضاعفات. لذلك، يُعتبر مركز الحكماء خيارًا موثوقًا للحصول على رعاية متقدمة وشاملة لصحة العين.

أ.د. مروان بن عبدالرحمن أبو عمه

استشاري طب وجراحة العيون أمراض الشبكية

د. عصام بن مهـدي الحارثي

استشاري طب وجراحة العيون أمراض الشبكية

د. عبدالرحمن بن عبدالله الزيد

استشاري طب وجراحة العيون أمراض الشبكية

ختامًا:

يُعد فقدان البصر المفاجئ حالة طبية طارئة لا يمكن تجاهلها، إذ قد يشير إلى مشكلة خطيرة تتطلب تدخلاً فوريًا. لذلك، فإن التشخيص المبكر والعلاج السريع هما الخطوة الأهم للحفاظ على سلامة العين ومنع المضاعفات الدائمة. ولأن الوقاية خير من العلاج، يُنصح بالاهتمام بالفحوصات الدورية ومتابعة أي تغير مفاجئ في الرؤية.

الأسئلة الشائعة حول فقدان البصر المفاجئ

ما هو فقدان البصر المفاجئ؟
هو فقدان سريع ومفاجئ للقدرة على الرؤية كليًا أو جزئيًا في عين واحدة أو كلتيهما.

هل فقدان البصر المفاجئ حالة طارئة؟
نعم، يُعد حالة طبية طارئة تستدعي مراجعة الطبيب فورًا.

ما الفرق بين فقدان البصر المفاجئ وتشوش الرؤية؟
فقدان البصر المفاجئ يعني فقدان الرؤية كليًا أو جزئيًا، بينما التشوش يعني رؤية ضبابية فقط.

هل يمكن أن يحدث فقدان البصر في عين واحدة؟
نعم، فقد يصيب عينًا واحدة أو كلتا العينين حسب السبب.

ما أكثر الأسباب شيوعًا لفقدان البصر المفاجئ؟
من أبرزها انفصال الشبكية، والسكتة الدماغية، والزرق الحاد، والتهاب العصب البصري.

هل يسبب السكري فقدان البصر المفاجئ؟
نعم، بسبب مضاعفاته على الأوعية الدموية في شبكية العين.

هل يسبب ارتفاع ضغط الدم فقدان البصر؟
قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية في العين، مما يسبب فقدانًا مفاجئًا للرؤية.

هل يمكن أن يعود البصر بعد فقدانه المفاجئ؟
في بعض الحالات يمكن استعادته إذا تم العلاج بسرعة.

ما العلامات التحذيرية لفقدان البصر المفاجئ؟
رؤية ومضات ضوء، أجسام طافية، أو فقدان جزء من مجال الرؤية.

هل يسبب الصداع النصفي فقدان البصر؟
نعم، قد يسبب الصداع النصفي العيني فقدانًا مؤقتًا في الرؤية.

كيف يتم تشخيص فقدان البصر المفاجئ؟
من خلال التاريخ الطبي، وفحص العين، والتحاليل، والفحوصات التصويرية.

هل يمكن علاج فقدان البصر المفاجئ بالأدوية؟
نعم، حسب السبب، مثل استخدام الكورتيزون أو أدوية خفض ضغط العين.

متى يجب التوجه للطبيب؟
عند حدوث فقدان مفاجئ في الرؤية، حتى لو كان مؤقتًا.

هل يمكن أن يسبب الإجهاد فقدان البصر المفاجئ؟
نادراً، لكنه قد يزيد من مشاكل العين في بعض الحالات المرضية.

هل فقدان البصر المفاجئ دائم؟
يعتمد على السبب ومدى سرعة العلاج، فقد يكون مؤقتًا أو دائمًا.

كيف يمكن الوقاية من فقدان البصر المفاجئ؟
بالمتابعة الطبية المنتظمة، والسيطرة على الأمراض المزمنة، وحماية العين من الإصابات.

هل تحتاج كل حالات فقدان البصر للجراحة؟
ليس دائمًا، فبعض الحالات تُعالج بالأدوية أو الليزر دون جراحة.

هل يؤثر فقدان البصر المفاجئ على كلا العينين دائمًا؟
لا، فقد يؤثر على عين واحدة فقط في كثير من الحالات.

هل يمكن أن يحدث فقدان البصر المفاجئ مع التقدم في العمر؟
نعم، إذ تزداد احتمالية الإصابة بأمراض العين المرتبطة بالعمر مثل الضمور البقعي.

من هو أفضل دكتور لعلاج فقدان البصر المفاجئ؟
يُعد أطباء مركز الحكماء من أفضل المتخصصين في تشخيص وعلاج هذه الحالات باستخدام أحدث الوسائل الطبية.

الوسوم
المقالات على مدونة مركز الحكماء هدفها نشر الوعي والتثقيف الصحي فقط، ولا يُقصد بها أن تكون مرجعًا طبيًا أو وسيلة للتشخيص أو العلاج. في حال وجود أي أعراض أو استفسارات تخص حالتك الصحية، يجب مراجعة طبيب مختص للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

احدث المقالات

مقالات ذات صلة...

فقدان البصر المفاجئ

فقدان البصر المفاجئ: دليل شامل للتشخيص والعلاج السريع

يعد فقدان البصر المفاجئ من أكثر الأعراض التي تثير القلق وتستدعي التدخل الطبي الفوري، إذ

قاعدة 20 20 20

قاعدة 20 20 20: ما هي وكيفية تطبيقها لتخفيف إجهاد العين؟

في زمن أصبحت فيه الشاشات جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل يومنا، باتت أعيننا تعمل بلا

التنكس البقعي

ماهو التنكس البقعي؟ الأعراض والعلاج وأهم النصائح للوقاية

يُعتبر التنكس البقعي المرتبط بالعمر (Age-Related Macular Degeneration – AMD) أحد أكثر أمراض العين انتشارًا