واتساب

التهاب الملتحمة (العين الوردية): دليلك من الأعراض حتى الشفاء

التهاب الملتحمة

جدول المحتويات

العين من أكثر الأعضاء حساسية في جسم الإنسان، وأي تغير يطرأ عليها يظهر سريعًا ويسبب شعورًا واضحًا بالانزعاج. ومن أكثر المشكلات شيوعًا التي قد تصيب العين التهاب الملتحمة، أو ما يُعرف بالعين الوردية، وهي حالة تجعل العين محمرة ومتهيجة، وقد يصاحبها إفرازات أو شعور بعدم الارتياح.

وعلى الرغم من أن هذه الحالة مزعجة، فإنها غالبًا بسيطة ويمكن علاجها بسهولة عند التشخيص المبكر، مع الالتزام بالاحتياطات اللازمة لتجنب العدوى ومنع انتشارها إلى الآخرين.

ماهو التهاب الملتحمة؟

الملتحمة هي غشاء رقيق وشفاف يبطن السطح الداخلي للجفن ويغطي الجزء الأبيض من العين، وتتمثل وظيفته الأساسية في حماية العين والمحافظة على رطوبتها. وعندما يصاب هذا الغشاء بالالتهاب، تظهر الأوعية الدموية الدقيقة فيه بوضوح، مما يجعل العين تبدو حمراء أو وردية.

قد يكون التهاب الملتحمة حادًا (يستمر أقل من أربعة أسابيع) أو مزمنًا (يستمر لفترة أطول). وينشأ عادةً نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية، أو بسبب الحساسية تجاه بعض المواد مثل الغبار أو الكلور في المسابح أو بعض منتجات العناية. وفي بعض الحالات يكون هذا الالتهاب معديًا، مما يسهل انتقاله من شخص لآخر أو من عين إلى أخرى.

ما هي أسباب التهاب الملتحمة؟

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب الملتحمة، وتختلف بحسب نوع الالتهاب، إذ يمكن أن يكون معديًا أو غير معدٍ:

الأسباب المعدية:

  • العدوى الفيروسية: تُعد من أكثر الأسباب شيوعًا، وقد تصيب عينًا واحدة أو كلتيهما، وغالبًا ما ترافقها إفرازات شفافة، وقد تظهر بعد الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي.
  • العدوى البكتيرية: تنتشر بشكل خاص بين الأطفال، لكنها قد تصيب البالغين أيضًا، وغالبًا ما يصاحبها إفرازات لزجة ذات لون أصفر مائل إلى الأخضر، وقد تصيب عينًا واحدة أو كلتيهما.
  • العدوى الفطرية أو الطفيلية: وهي أقل شيوعًا، إلا أنها قد تكون أحد المسببات.

الأسباب غير المعدية:

  • الحساسية: تحدث نتيجة التعرض لمواد مسببة للتحسس مثل الغبار أو حبوب اللقاح، فتُطلق العين مواد مهيجة كالهستامين، مما يؤدي إلى احمرار ودموع غالبًا في كلتا العينين، وقد يصاحبها أعراض تحسسية أخرى مثل العطس.
  • المهيجات الخارجية: كالمواد الكيميائية، أو الدخان، أو الأبخرة، أو حتى بعض مستحضرات التجميل والصابون.
  • الأجسام الغريبة: مثل دخول رمش أو ذرة غبار، وقد يزول الالتهاب سريعًا بمجرد خروج الجسم الغريب من العين.
  • العدسات اللاصقة: ارتداؤها لفترات طويلة أو عدم تنظيفها بالشكل الصحيح قد يزيد من احتمالية حدوث الالتهاب.

عوامل الخطر وانتقال العدوى في التهاب الملتحمة

تزداد احتمالية الإصابة بالتهاب الملتحمة في بعض الحالات التي تُعرف بعوامل الخطر، مثل مخالطة شخص مصاب بالتهاب الملتحمة الفيروسي أو البكتيري.

أو التعرض لمواد مسببة للحساسية لدى الأشخاص الذين يعانون من الالتهاب التحسسي، بالإضافة إلى استخدام العدسات اللاصقة خاصةً إذا استُعملت لفترات طويلة أو لم تُنظف بطريقة صحيحة.

أما بالنسبة للأنواع المعدية من التهاب الملتحمة، فإن العدوى تنتقل بطرق شائعة منها:

  • الملامسة المباشرة لإفرازات العين عند الشخص المصاب.
  • لمس الأسطح الملوثة بالجراثيم ثم ملامسة العين من دون غسل اليدين.
  • سوء استخدام العدسات اللاصقة أو إهمال تنظيفها.
  • الاختلاط المباشر بين الأطفال في المدارس، حيث تقل الممارسات الصحية السليمة.
  • انتقال البكتيريا من الأنف أو الجيوب الأنفية إلى العين.

ما هي أعراض التهاب الملتحمة؟

تظهر أعراض التهاب الملتحمة عادةً في عين واحدة ثم قد تنتقل إلى الأخرى، وتختلف حدتها باختلاف السبب، إلا أن هناك علامات شائعة يمكن ملاحظتها، منها:

  • احمرار بياض العين أو بطانة الجفن.
  • الشعور بالحكة أو الحرقة أو وجود جسم غريب في العين.
  • زيادة إفراز الدموع بشكل ملحوظ.
  • إفرازات لزجة أو سميكة ذات لون أبيض أو أصفر أو أخضر، قد تسبب تَكوُّن قشور على الرموش والجفون خاصة عند الاستيقاظ صباحًا.
  • انتفاخ العين أو الملتحمة.
  • ضبابية أو تشوش في الرؤية.
  • حساسية العينين للضوء (رهاب الضوء).
  • في بعض الحالات، قد تصاحب الأعراض التهابات أخرى مثل التهابات الجهاز التنفسي العلوي أو الأذن، خصوصًا عند الأطفال.

وعلى الرغم من أن الأعراض غالبًا ما تكون مزعجة، فإنها في معظم الأحيان لا تؤثر على النظر بشكل دائم، لكن استمرارها أو شدتها يستدعي استشارة الطبيب لتشخيص السبب وعلاجه والحد من انتقال العدوى.

متى يجب زيارة الطبيب؟

على الرغم من أن التهاب الملتحمة غالبًا ما يكون حالة بسيطة، إلا أن هناك بعض العلامات التي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا، مثل:

  • استمرار الأعراض لأكثر من أسبوع أو تزايد حدتها مع مرور الوقت.
  • الشعور بألم واضح في العين أو الإحساس بوجود جسم غريب بداخلها.
  • تشوش الرؤية أو فقدان جزء من القدرة البصرية.
  • الحساسية الشديدة تجاه الضوء.
  • خروج إفرازات غزيرة أو صديدية من العين.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم أو ظهور أعراض عامة مقلقة.

كما ينبغي على من يستخدمون العدسات اللاصقة التوقف عن ارتدائها عند ظهور أعراض التهاب الملتحمة، وفي حال لم تتحسن الحالة خلال 12 إلى 24 ساعة، يجب مراجعة طبيب العيون للتأكد من عدم وجود عدوى خطيرة مرتبطة بالعدسات.

كيف يتم تشخيص التهاب العين الملتحمة؟

يُعد تشخيص التهاب الملتحمة من الخطوات البسيطة في معظم الحالات، إذ يستطيع طبيب العيون تحديده بسهولة من خلال الأعراض الظاهرة وفحص العين، وفي بعض الحالات قد يحتاج إلى فحوص إضافية للتأكد من السبب واستبعاد وجود مشكلات أخرى أكثر خطورة. وتشمل طرق التشخيص ما يلي:

  • طرح الأسئلة حول التاريخ الصحي للمريض والأعراض الحالية.
  • فحص العين بشكل مباشر لمعرفة طبيعة الالتهاب ونوعه.
  • أخذ مسحة من إفرازات العين وفحصها في المختبر عند الاشتباه بعدوى شديدة أو مستعصية.
  • إجراء اختبار الرؤية للتأكد من أن النظر لم يتأثر.
  • استخدام الضوء المكبر لفحص الأنسجة الداخلية والخارجية للعين.
  • اللجوء إلى فحوص إضافية في الحالات المزمنة أو غير المستجيبة للعلاج لاستبعاد وجود جسم غريب أو عدوى خطيرة أو منقولة جنسيًا.

كيف يتم علاج التهاب الملتحمة؟

يعتمد علاج التهاب الملتحمة على السبب المؤدي له، وغالبًا ما يهدف إلى تخفيف الأعراض وتسريع الشفاء مع تقليل احتمالية انتقال العدوى أو عودة الالتهاب مرة أخرى. فيما يلي الطرق المتبعة:

  • التهاب الملتحمة الفيروسي:
    لا يحتاج عادةً إلى علاج دوائي محدد، إذ يزول من تلقاء نفسه خلال فترة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع. يُنصح باستخدام الكمادات الباردة أو الدموع الاصطناعية للتقليل من التهيج، وفي بعض الحالات النادرة مثل العدوى الناتجة عن فيروس الهربس قد يصف الطبيب مضادات فيروسية خاصة.
  • التهاب الملتحمة البكتيري:
    يُعالج غالبًا بالمضادات الحيوية على شكل قطرات أو مراهم عينية، مما يساعد على تسريع الشفاء وتقليل العدوى. من الضروري الالتزام بالجرعة المقررة حتى مع تحسن الأعراض لتفادي عودة الالتهاب.
  • التهاب الملتحمة التحسسي:
    يركز العلاج على تجنب مسببات الحساسية، مع استخدام قطرات مضادة للهيستامين أو مزيلات الاحتقان. في الحالات الشديدة، قد يوصي الطبيب بقطرات مضادة للالتهاب أو ستيرويدات لتخفيف الأعراض.
  • التهاب الملتحمة الناتج عن التهيج أو المواد الكيميائية:
    يبدأ العلاج بغسل العين جيدًا بمحلول ملحي أو ماء نظيف للتخلص من المادة المهيجة. غالبًا تختفي الأعراض خلال ساعات، لكن في حال استمرارها أو عند التعرّض لمواد كاوية يجب مراجعة الطبيب فورًا لتفادي أي مضاعفات.
  • الرعاية المنزلية العامة:
    يمكن أن تساعد الكمادات الباردة أو الدافئة، تنظيف الجفون بلطف، واستخدام الدموع الاصطناعية في تخفيف الأعراض. يُفضَّل التوقف عن ارتداء العدسات اللاصقة طوال فترة الالتهاب، والتخلص من أدوات المكياج أو العدسات المستخدمة أثناء الإصابة.

كيف يمكن الوقاية من التهاب الملتحمة؟

تُعدّ الوقاية جزءًا أساسيًا للحد من انتشار إلتهاب الملتحمة، خاصة أن بعض أنواعه معدية وسريعة الانتقال. الالتزام بعادات النظافة اليومية يمكن أن يقلل كثيرًا من فرص الإصابة أو نقل العدوى للآخرين.

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بشكل متكرر، خاصة بعد لمس العين أو الوجه.
  • تجنّب لمس العينين أو فركهما بأيدٍ غير نظيفة.
  • استخدام مناشف وأغطية وسائد نظيفة مع الحرص على تغييرها باستمرار.
  • عدم مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف، أو العدسات اللاصقة، أو مستحضرات تجميل العيون مع الآخرين.
  • التخلص من أدوات المكياج أو العدسات اللاصقة التي استُخدمت أثناء فترة الإصابة.
  • التوقف عن ارتداء العدسات اللاصقة حتى يتماثل المريض للشفاء الكامل.

أما بالنسبة للأطفال حديثي الولادة، فتُقدَّم لهم عناية خاصة في المستشفى مباشرة بعد الولادة، حيث تُوضع في أعينهم قطرات أو مراهم وقائية لتجنب الإصابة بالتهاب الملتحمة الوليدي الذي قد يسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يُعالج مبكرًا.

من هو أفضل دكتور لعلاج التهاب الملتحمة؟

عند البحث عن أفضل دكتور لعلاج التهاب الملتحمة، يُنصح دائمًا بالتوجه إلى الأطباء المتخصصين وذوي الخبرة. في مركز الحكماء تجد نخبة من أطباء العيون المتميزين الذين يجمعون بين الخبرة الطبية الواسعة واستخدام أحدث التقنيات في التشخيص والعلاج.

يحرص أطباء المركز على تقديم رعاية دقيقة لكل حالة، مع متابعة شاملة للمريض لضمان أفضل النتائج. لذا يُعتبر مركز الحكماء خيارًا مثاليًا لمن يبحث عن أفضل دكتور لعلاج مشكلات العين بشكل عام، والتهاب الملتحمة بشكل خاص.

د. أحمد بن عبدالرزاق الصالح

استشاري طب وجراحة العيون

د. عبدالمجيد بن عثمان الجعيثن

استشاري طب وجراحة العيون جراحة القرنية والماء الأبيض والليزر

د. يزيد بن أحمد الفريان

استشاري طب وجراحة العيون جراحة القرنية والماء الأبيض والليزر

ختامًا:

في النهاية، يُعد التهاب الملتحمة من أكثر مشكلات العين شيوعًا، ورغم أنه غالبًا ما يكون بسيطًا، إلا أن إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات غير مرغوبة. الحفاظ على النظافة الشخصية، وتجنب مسببات العدوى أو الحساسية، والمتابعة مع طبيب مختص عند الحاجة، هي خطوات أساسية لحماية صحة العين.

وتذكّر دائمًا أن الكشف المبكر والعلاج الصحيح هما الطريق الأسرع لاستعادة راحة عينيك والحفاظ على نظرك.

الأسئلة الشائعة حول التهاب الملتحمة

ما هو التهاب الملتحمة؟
هو التهاب في الغشاء الشفاف الذي يغطي بياض العين والجفن الداخلي، ويسبب احمرار ودموع وحكة.

هل التهاب الملتحمة معدٍ؟
النوع الفيروسي والبكتيري معديان، بينما التحسسي وغيرهما غير معديين.

ما الفرق بين التهاب الملتحمة الفيروسي والبكتيري؟
الفيروسي إفرازاته مائية ويبدأ غالبًا في عين واحدة، أما البكتيري إفرازاته سميكة صفراء أو خضراء وتؤثر على العينين معًا.

هل يشفى التهاب العين الملتحمة من تلقاء نفسه؟
الأنواع الفيروسية غالبًا تختفي خلال أسبوعين دون علاج محدد.

كم يستمر التهاب الملتحمة؟
الفيروسي من 7–14 يومًا، البكتيري حوالي 10 أيام، والتحسسي يستمر حسب وجود المسبب.

متى يجب زيارة الطبيب؟
عند استمرار الأعراض أكثر من أسبوع، أو وجود ألم شديد، أو ضعف في الرؤية، أو إفرازات غزيرة.

هل يمكن علاج التهاب الملتحمة في المنزل؟
نعم، باستخدام الكمادات الدافئة أو الباردة، والدموع الاصطناعية، والحفاظ على نظافة العين.

هل المضادات الحيوية ضرورية دائمًا؟
لا، تُستخدم فقط في الحالات البكتيرية تحت إشراف الطبيب.

ما أفضل قطرة لعلاج التهاب الملتحمة؟
تختلف حسب السبب: مضاد حيوي للبكتيري، مضاد هيستامين للتحسسي، أو دموع اصطناعية للراحة.

هل التهاب الملتحمة يؤثر على النظر؟
عادة لا يؤثر، لكن إهماله قد يسبب مضاعفات نادرة تؤثر على الرؤية.

هل الأطفال أكثر عرضة للإصابة؟
نعم، بسبب سهولة انتقال العدوى في المدارس والحضانات.

كيف ينتقل التهاب الملتحمة؟
عن طريق ملامسة إفرازات العين المصابة، أو لمس الأسطح الملوثة ثم العين.

هل يمكن ارتداء العدسات اللاصقة مع التهاب الملتحمة؟
لا، يجب التوقف فورًا حتى يتم الشفاء الكامل.

هل مستحضرات التجميل تسبب التهاب العين الملتحمة؟
نعم، خاصة القديمة أو المشتركة بين الأشخاص.

هل الحساسية سبب شائع لالتهاب الملتحمة؟
نعم، مثل الغبار وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات.

هل التهاب الملتحمة يصيب عين واحدة أم الاثنتين؟
قد يبدأ في عين واحدة وينتقل للأخرى خلال أيام.

كيف يمكن الوقاية من التهاب الملتحمة؟
بغسل اليدين باستمرار، وتجنب لمس العينين، وعدم مشاركة الأدوات الشخصية.

هل يمكن أن يعود التهاب الملتحمة بعد العلاج؟
نعم، إذا تكرر التعرض للمسبب أو لم يكتمل العلاج.

هل يصيب التهاب الملتحمة الرضع؟
نعم، وقد يُصاب حديثو الولادة بالتهاب خطير يسمى الرمد الوليدي.

ما هو أفضل مكان لعلاج التهاب الملتحمة؟
الذهاب إلى طبيب عيون مختص، مثل أطباء مركز الحكماء الذين يقدمون تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا متكاملًا.

الوسوم
المقالات على مدونة مركز الحكماء هدفها نشر الوعي والتثقيف الصحي فقط، ولا يُقصد بها أن تكون مرجعًا طبيًا أو وسيلة للتشخيص أو العلاج. في حال وجود أي أعراض أو استفسارات تخص حالتك الصحية، يجب مراجعة طبيب مختص للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

احدث المقالات

مقالات ذات صلة...

التهاب الملتحمة

التهاب الملتحمة (العين الوردية): دليلك من الأعراض حتى الشفاء

العين من أكثر الأعضاء حساسية في جسم الإنسان، وأي تغير يطرأ عليها يظهر سريعًا ويسبب

الكيس الدهني

الكيس الدهني في العين: التشخيص وخيارات العلاج

يُعد الكيس الدهني من أكثر مشكلات الجفن شيوعًا، إذ يظهر على هيئة تورم صغير يثير

ارتفاع ضغط العين

هل تعاني من ارتفاع ضغط العين؟ هذا هو دليلك الشامل

العين من أكثر الأعضاء حساسية في جسم الإنسان، والحفاظ على سلامتها يحتاج إلى متابعة دقيقة